16 - 08 - 2024

مؤشرات | الفيتو الأمريكي وكراهية وأعداء جدد

مؤشرات | الفيتو الأمريكي وكراهية وأعداء جدد

لا يمكن أن نُسمى ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، من إستخدام حق "الفيتو"، بأنه سوى (العَمى الأمريكي في صناعة الكراهية) تجاه عربدة إسرائيل وبدعم مفضوح من واشنطن، ضد الفلسطينيين والحقوق العربية.

والموقف الأمريكي يؤكد دائما إنحيازا مفضوحا للمحتل الصهيوني، على مدى تاريخ الصراع العربي مع المحتل الإسرائيلي، ولحمايتها لرعاية مصالحها في المنطقة، وهو ما يعترف به كل المسؤولين الأمريكيين، في تصريحاتهم ومواقفهم. ولا يمكن أن ننسى تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي (جو بايدن)، ليس خلال معاركه الإنتخابية، بل أيضا خلال لقاءاته مع ممثلي الصهيونية العالمية، بأن إسرائيل هي الذراع الأمريكي في الشرق الأوسط، وأنه صهيوني.

وليس مستغربًا أن تستخدم واشنطن حق "الفيتو" لإبطال أي قرار يخص المحتل الصهيوني، وأي مسؤول عربي وغير عربي كان يعتقد أن أمريكا ستمرر القرار الأخير يوم 9 ديسمبر من مجلس الأمن لوقف الحرب الصهيونية الأمريكية على غزة، فإنهم يغالطون أنفسهم، ويعيشون في وهم.

ولا شك أن هذا الموقف الأمريكي تستند إليه واشنطن لكونها تعرف جيدًا أن الدول العربية بل دول العالم، لا تملك من القدرات ما يمكن أن يُوقف آلة الحرب التي لا تنتهي، وتصر عليها واشنطن، لحماية ربيبتها تلك الدولة المحتلة للأراضي العربية في فلسطين والجولان، وتنتهك حقوق وسيادة دول أخرى مثل سوريا ولبنان.

ولو رجعنا إلى تاريخ أمريكا في إستخدام حق الفيتو سنجد أنها استغلت هذا الحق، والذي يحتاج إلى إعادة نظر، فقد استخدمته لحماية المحتل الصهيوني 50 مرة من بين 79 مرة حتى الآن، وفي الحرب الحالية على غزة استخدمته أمريكا 5 مرات ضد كل مشروعات قرارات وقف الحرب، وإدانة الإنتهاكات الصهيونية للقوانين الدولية، أخرها الفضيحة الدولية يوم 9 ديسمبر 2023.

وكانت المرة الأولى لاستخدام أمريكا حق الفيتو قبيل حرب 6 أكتوبر 1973، عندما اعترضت على مشروع قرار تقدمت به الهند، وإندونيسيا، وبنما، وبيرو، والسودان، ويوغسلافيا، وغينيا، في 26 يوليو 1973، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها، إلا أن مصر وجهت لطمة لأمريكا وإسرائيل بنصر أكتوبر العظيم.

وتوالى بعد ذلك الاستخدام الأمريكي القبيح لحق الفيتو لحماية ربيبتها دولة الإحتلال، ففي عام 1976 تم استخدام حق الفيتو الأمريكي 3 مرات، وفي 1980 مرة واحدة، وفي عام 1982 استخدمته 7 مرات.

وفي 1983 و1984 استخدمت واشنطن الفيتو مرة واحدة، وفي 1985 مرتين، وفي 1986 ثلاث مرات، ومرة واحدة في 1987، وخمس مرات في 1988، وفي 1989 أربع مرات، وفي 1990 و1995 مرة واحدة ، وعامي 1997 و2001 مرتين، ومرة واحدة في 2002، ومرتين في كل من 2003، و2004، وفي أعوام 2006، و2014، و2017 مرة واحدة، وهذا الأخير كان ضد مشروع قرار تقدمت به مصر في 18 ديسمبر يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.

ويبدوا أن الفيتو تم خصيصا لحماية الصهيونية من جانب الولايات المتحدة، وهي لا تدرك أنها بأفعالها تخلق أعداء كل يوم، ليس لها فقط، بل لربيتها دولة الإحتلال الصهيوني المكروهة شعبياً بل رسميًا من البعض.

وحتما فقد زاد فقدان الولايات المتحدة الأمريكية لأي نوع من المصداقية عربيًا وإقليميًا وعالميًا، وبالأخص فقد ازدادت الكراهية الشعبية لكل ما هو أمريكي، ومن المؤكد أن أحدًا لا يعنيه ما يقوله وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، "بأنه يحث إسرائيل على بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين في حربها مع حركة حماس"، في وقت تتوسع القوات المحتلة في شمال وجنوب قطاع غزة، بقتل الفلسطينيين، وتدمير كل حياة في القطاع، مع ارتكاب جرائم في الضفة الغربية.

وسيظل لسان حال الجميع لا تصدقوا أمريكا، فشعارها الكذب والقتل والتدمير من أجل آل صهيون.. ولن يفل الحديد إلا الحديد "قوة وموقفا وفعلا"، فليس بالسلاح وحده نحمي ونستعيد حقوقنا.
-------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | تعليم